الخميس, 09-أبريل-2009
إم تي إن يمن - في زمن الانقلابات والثورات، وفي ما مضى كان السياسيون في معظم الدول النامية، عندما يفكرون في تغيير شكل نظام الحكم في بلد ما فأن تفكيرهم مبرمج على فعل واحد وشكل محدد من اشكال التغيير السياسي وهو الانقلاب على الحكم، سوى كان مد بروه من العسكر...
mtn- صنعاء/ عبد الرحمن محمد البخيتي -

في زمن الانقلابات والثورات، وفي ما مضى كان السياسيون في معظم الدول النامية، عندما يفكرون في تغيير شكل نظام الحكم في بلد ما فأن تفكيرهم مبرمج على فعل واحد وشكل محدد من اشكال التغيير السياسي وهو الانقلاب على الحكم، سوى كان مد بروه من العسكر او من المدنيين، فتلك كانت هي وسيلتهم المتاحة .
ولكن مع تقدم النظم السياسية وترسخ مبدأ الشرعية الدستورية، فقد ولى زمن الانقلابات وبداء عصر التغيير بالوسائل السلمية والديمقراطية المتمثلة في الانتخابات والاستفتاءات وغيرها.
ولان ما ذكرني با لماضي وانقلاباته ليس حبي للسياسة ولا التاريخ، ولكن الذي شدني إليه لقائي لصديق وزميل في الاتصالات كان قد وضعة حظة العاثر ان يكون مناوبا في السنترال في احدى الليالي والتي كانت محددة عند الانقلابيين ليلة الصفراو ساعة الصفر.
المهم لمن لا يعرفون وهم كثير، ان سنترالات الهاتف كانت تعتبر اول الأهداف، وأهمها لمنفذي الانقلاب، فيتم السيطرة على السنترال وقطع جميع الاتصالات ليباشروا بعدها تنفيذ ما خططوا له وسوى نجح الانقلاب او فشل، فأن هناك دائما من يدفع الثمن من الابرياء في الحالتين، وكاد ان يكون هذه المرة هو زملينا المناوب ليلتها، فأن نجح الانقلاب فهو محسوب على النظام السابق، ويوصف بعدم التعاون ومحاولتة المراوغة والخداع، وعدم تنفيذ ما طلب منه بسرعة وسهولة وان فشل الانقلاب فأنة محسوب تلقائيا مع الانقلابيين وهو من سهل دخولهم  السنترال وهو من ساعدهم ونفذ معهم عملية تعطيل وايقاف حركة الاتصالات، وقد يضم ضمن القادة المخططين والمنفذين، فيحاكم ويسجن وقد يعدم، ولن ينقذه من حبل المشنقة إلاّ معجزة.
وهذا ما حدث بالضبط لصديقنا وزملينا في العمل المهندس حمادي حسن المطري والذي كان مناوبا ليلة هجم علية الانقلابيون في سنترال التحرير بصنعاء عام (1978) وطلبوا منة تعطيل الاتصالات كاملة بالطبع تحت تهديد السلاح، ولولا تواجد احد اصدقائه معه في نفس الغرفة لحظة الهجوم، والذي كان يعمل في (الامن الوطني سابقا السياسي الان) لكان الان في عداد الاموات، من قبل احد طرفي النزاع، ولولا وجود صديقة صغير السن وتصرف حمادي العفوي الذكي والذي لا نقول انه السبب في إفشال الانقلاب، ولكنة تصرف ساعد كثيرا في إفشال المحاولة حيث اقنع المهاجمين بعد جهد كبير ان صديقة (الأمني) ما هو إلا ضيف عنده لا له أي صلة بالاتصالات، ويجب ان يتركوه يذهب، إن أرادوا ان يتعاون معهم وينفذ لهم طلباتهم، وهذا هو ما حصل حيث توجه المفرج عنه مباشرة إلى مدير (الأمن الوطني) يومها الراحل محمد خميس وأخبره بما يجري في الاتصالات مما سهل عملية القضاء على الانقلابيين وإفشال مخططهم، وإنقاذ صديقنا حمادي من حبل المشنقة.
والآن حمادي أحيل إلى التقاعد في الشهر الماضي، لا يملك من الاتصالات سوى راتبه وذكرياته حلوها ومرها، مع ان الاتصالات عودتنا أنها لا تنسى أبنائها، فهل آن الأوان ان يكرم حمادي حسن المطري كنموذج تفتخر به الاتصالات على مستوى الجمهورية..!؟
هذا ما نأمله من معالي الأخ الوزير ومن الأخ المدير العام للمؤسسة فهم من أصحاب المواقف النبيلة في جميع الظروف والمناسبات، وحمادي يستحق أكثر من التكريم...
 

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 12:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.mtnyemen.com/mtn/news-8.htm